هم اللبنانيون. أولئك الذين حُجزت أموالهم في المصارف. هم نفسهم، يتعرّضون اليوم لعمليات احتيال مقابل "خدعة" الحصول على المال عبر الاشتراك والاستثمار في تطبيق ما بهدف تحسين وضعهم الاقتصادي كما يُخيل إليهم.
تطبيق إلكتروني يحمل اسم Balexertنجح في نهب آلاف الدولارات من جيب المواطن الباحث عن مصدر رزق جديد.
Balexertهو الأحدث في سلسلة تطبيقات انتشرت وأوقعت في شباكها العديد من اللبنانيين بعد إيهامهم بتحقيق أرباح هائلة ومضاعفة أموالهم خلال أيام. بعد يومين على تحميل التطبيق، فوجئ المستخدمون بإغلاقه بعد الاستيلاء على الدولارات، لتنهال الاتصالات بالشركة ومندوبها إلا أنّ هاتفه مغلق.
الجدير بالذكر، أنه عند البحث على اسم الشركة في googleيظهر أنّ هذا الاسم يعود لمحلّ تجاري كبير في مدينة فيرناير بسويسرا.
كيف تتمّ عملية النصب؟
الشابة (ر. ح) من سكان برجا روت لـ"أيوب" تفاصيل ما حصل معها: "تعرفت على تطبيق Balexertعبر شخص ادعى أنه يعمل في هذه الشركة، وأنّ التطبيق مضمون، ويكسب المشترك فيه الكثير من المال ومضمون. في اليوم التالي أتى موظف من الشركة إلى منزلي وقام بتحميل التطبيق على هاتفي وعلى هاتف شقيقتي (هـ.ح) التي تعرضت هي أيضاً لعملية النصب. ولكن الفارق بيني وبينها أنها في اليوم الأول من عملية تحويل المال كسبت المال، حينها تشجعت واشتركت بمبلغ 100$ مقابل أن أكسب يومياً ويضاف إلى حسابي 18$، ويتمّ تحويل المال عبر Whish money. أوهموننا أنه كلما وضعنا مبلغاً كبيراً من المال كلما كسبنا أكثر".
وتابعت: "أكلت الضرب" مثلما يُقال بالعامية؛ في اليوم الثاني أُقفل التطبيق ولم نستطع الدخول اليه. ولم أقبض أيّ مبلغ من المال مثلما قالوا لي في البداية. هناك جيران أعرفهم اشتركوا بمبلغ 5 و١٠ آلاف دولار، وهنا المصيبة الكبرى".
وختمت: "بعد تجربتي أنصح بعدم تصديق أيّ شركة أو منصة تدعي أنه يمكنك كسب المال من خلالها، "والله يعوضنا" لا نستطيع قول غير ذلك".
إغراء وحسرة
"كانوا يطمّعوننا بطريقة غير طبيعية، فقررت أن أغامر وأستدين للمشاركة في هذا التطبيق"، هكذا اختصر الشاب العشريني (أ.م) لـ"أيوب" كيفية سقوطه ضحية عملية نصب تطبيق
"Balexert" الذي تعرف عليه خلال بحثه عن عمل على الإنترنت.
لا تختلف رواية هذا الشاب عن روايات أغلب الضحايا، فالبداية واحدة، إغراء من صديق أو قريب، وطمع في مكسب سهل، والنهاية حسرة ومصير مجهول، خاصة لمن استدانوا أموالاً طائلة لا يعرفون الآن كيف سيقومون بسدادها، وطلب معظمهم عدم ذكر أسمائهم الصريحة خشية الفضيحة أو مطاردة الدائنين.
القانون لا يعاقب
المستشار والخبير في التحول الرقمي وأمن المعلومات، رولان أبي نجم، أكد أنّ "الاشخاص الذين يعملون في هذه الشركات أو الذين يسوّقون لها يعرفون حق المعرفة أنّ الموضوع غير شرعي، وما يقومون به عملية احتيال موصوفة بكل المعايير. وفي كلّ الأحوال هذا العمل غير أخلاقي بغضّ النظر عن وجود قانون يعاقب عليه أم لا".
وأضاف: "لو كانت هذه التطبيقات حقيقية وتحقق أرباحاً بهذه السهولة، لكنا وضعنا جميعنا أموالنا فيها ولسنا بحاجة الى السفر والعمل؛ يمكننا الجلوس في المنزل وانتظار الأرباح والأموال، وهذا غير منطقي ولا دقيق، لذلك كفى استخفافاً بعقول الناس".
وأشار إلى تطبيق آخر يتمّ النصب من خلاله اسمه“MetaMax”، فيضع الناس عبر منصة مبلغاً من المال على أن يتقاضوا مقابل ذلك أرباحاً شهرية. وبالفعل يتمّ الحصول على أرباح معينة لكنها مسروقة من أموال تعود إلى أشخاص آخرين. والهدف الأساسي من هذه العملية هو جمع الأموال من مستخدمي هذه المنصة لفترة معينة، وبعد ذلك تتمّ سرقة هذه الأموال، ومن ثم تختفي المنصة". وختم: "لا يمكن لأيّ شخص تعرض للسرقة عبر الإنترنت المطالبة بأمواله بسبب غياب قانون يحمي من هذا النوع من التعاملات؛ فالقانون اللبناني يحمي من السرقات الملموسة فقط، وهذا النوع من السرقات ليس ملموساً، حتى قانون المعاملات الإلكترونية والبيانات ذات الطابع الشخصي الصادر سنة 2018 لم يذكر الاستثمار الإلكتروني عبر الشركات".
Cyber Security & Digital Transformation - Consultant & Expert
CEO – Revotips Expert Tech Consultants