صحافة الذكاء الاصطناعي... قادرة على التحقيق والاستقصاء!

لا يزال التخوف من استبدال الوظائف بالذكاء الاصطناعي مسيطراً على المختصين في مجالات عدّة، وآخر ما يتم التداول به هو قدرة استيلائه على الصحافة. وقد شهدنا منذ فترة ابتكار روبوت كامل على شكل مذيعة حسنة المظهر تملك صوتاً اذاعياً ومخارج حروف عربية صحيحة، كما بدت محترفة تماماً كما لو أنّها اعلامية مخضرمة. ينظر البعض إلى قدرة الذكاء الاصطناعي على نقل المعلومات بصورة أسرع وبطريقة أسهل بعكس ما قد يقوم به البشر، وهذا يعود الى كونه مبرمجاً بخلاف الانسان الذي قد ينسى أو يتشتت أو يتلعثم.

عزمت شركة "غوغل" على تطوير أدوات للذكاء الاصطناعي وبيعها لمؤسسات صحافية بهدف مساعدة المراسلين والصحافيين على إنتاج سريع وغزير للمحتوى الإخباري، وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن بعض المنصات بدأت بالفعل باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لتسريع قدرتها على كتابة الكثير من المحتوى، وهذا ما أثار حفيظة الصحافيين على الرغم من أن هذه الأدوات المستخدمة في إنشاء النصوص لا تزال حتى الآن تنتج نصوصاً خاطئة.

ونبّه المدير التنفيذي لمجموعة الاعلام الألمانية "أكسل سبرينغر"، ماثياس دوبفنير، في آذار الماضي على أن "الصحافيين معرضون لخطر استبدالهم بأنظمة ذكاء اصطناعي مثل chatgpt، وأن أدواته تعد ثورة في ميدان المعلومات وستكون قريباً أفضل في تجميع المعلومات من الصحافيين البشر".

وكشفت شركة أبحاث الذكاء الاصطناعي OpenAI عن تحديث روبوت الدردشة chatgpt4، ليصبح قادراً على إنشاء النصوص وتحريرها، والتكرار مع المستخدمين في مهام الكتابة الابداعية والتقنية، مثل تأليف الأغاني أو كتابة سيناريوهات أو تعلم أسلوب كتابة المستخدم، كما أنه متعدد الوسائط، فيمكنه فهم الصور وإخراج النص بناء عليها.

في هذا الاطار، أوضح المستشار في أمن وتكنولوجيا المعلومات والتحول الرقمي رولاند أبي نجم لـ"لبنان الكبير" أنّ "صناعة الذكاء الاصطناعي لم تتم للسيطرة على الوظائف بل لاستخدامه في عدة مجالات كالسياسة والاعلام والصحة وغيرها... والآن نتيجة وجوده يمكن استبدال بعض الوظائف".

وعن امكانات الذكاء الاصطناعي في السيطرة على العمل الصحافي كمحتوى وصوت وصورة في ظل وجود الصحافة الالكترونية، قال أبي نجم: "بطبيعة الحال عندما نتكلم عن الـgenerative ai أي الذكاء الاصطناعي التوليدي، يتم ادخال عليه المعلومات والنص والصور ومن خلالها يولد نص وصور وفيديوهات جديدة. بنسبة كبيرة باتت هناك مواقع الكترونية اخبارية مصنوعة عبر الذكاء الاصطناعي وليس فيها أي عامل بشري، كما أنّ غوغل بدأت تجاربها على برامج ذكاء اصطناعي تعمل كالاعلاميين وغيرهم، هذه البرامج يمكنها أن تخلق خبراً استناداً إلى المعطيات التي تملكها. وقد لاحظنا أنّ الحديث بدأ عن مواقع كبيرة وجديدة مصنوعة عبر الذكاء الاصطناعي وكل الأخبار فيها مولدة عبره".

وأشار الى أن "الذكاء الاصطناعي يدخل عليه الكثير من المعلومات ويدرب على الكثير من الخوارزميات، لذلك لديه القدرة على خلق أخبار مهنية ومحترفة ولا يمكن التمييز اذا كان المحتوى مصنوعاً عبر الذكاء الاصطناعي أو شخص عادي".

وأكّد "قدرة الذكاء الاصطناعي على التحقيق والاستقصاء وطرح المعلومات لأننا نلاحظ بسبب استخدامه في الـ customer support يستطيع الـai system الاتصال بأشخاص وتحديد المقابلات معهم، هو بحاجة فقط الى guideline يمشي عليه. فعندما يتم تدريب الذكاء الاصطناعي على كل هذه المواضيع سيكون قادراً على صنع أي شيء، بالطبع من الممكن أن تكون هناك أخطاء معينة، فحتى الانسان يخطئ لكن في النهاية يستطيع الذكاء الاصطناعي القيام بالعمل كله".

وعن امكان الوصول الى مرحلة الثقة التامة بالمعلومات التي يقدمها الذكاء الاصطناعي، شدد على "أننا لا نستطيع الآن أو لاحقاً أن نثق بالمعلومات التي يقدمها الذكاء الاصطناعي إن كان chatgpt أو bard أو أي برنامج آخر لأن هناك دائماً ما يسمى garbage in و garbage out يعني مثلما أدخل عليه معلومات يخرج لي. فمثال على ذلك، في لبنان إذا بحثنا عن شخصية سياسية معينة سيعطينا الذكاء الاصطناعي منصبه وليس من هو في الواقع كونه فاسداً أو غيره، فالمعلومات التي يقدمها تكون منحازة حسب المعلومات المدخلة والمصادر، لذلك لا يمكن وضع الثقة بالذكاء الاصطناعي 100%".

وكان الرئيس التنفيذي لمؤسسة "صحافة الذكاء الاصطناعي للبحث والاستشراف" محمد عبد الظاهر، أعلن أن "تشات جي بي تي يحتاج إلى تحسينات في صناعة المحتوى باللغة العربية، لكن في ما يتعلق بالبحث وكتابة التقارير والمقابلات وصناعة الخطط الترويجية باللغة الإنكليزية هو مهم جداً، ويعتبر من أهم تقنيات الذكاء الاصطناعي التي أنتجت في العامين الأخيرين، في تعزيز مهارات الصحافيين وفي وجود أداة بديلة تتيح للصحافي سرعة جمع المعلومات وتحليل البيانات، لكن يجب التعامل مع مصادره بحذر".

لقراءة المقابلة على موقع غراند ل.ب. إضغط هنا

Roland Abi Najem

Roland Abi Najem

Founder & CEO at Revotips - Cybersecurity & Digital Transformation Consultancy - MBA Instructor at AUST - Public Speaker

American University College of Science and Technology

View profile
Revotips © 2024 All Rights Reserved.
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram