أبي نجم: إدمان المخدّرات الرقميّة يوازي الإدمان المعروف... والأساس في التوعية!
لم يعد تعاطي المخدّرات مقتصرًا على "شمّة" أو "شكّة إبرة"، بل تسلّل في السّنوات القليلة الماضية إلى المجتمعات بطرق مبتكرة ليوقع الأطفال والمراهقين تحت تأثير "السّمّ القاتل" بصورة إلكترونيّة مع ظهور "المخدّرات الرقميّة". فما هي وكيف تصطاد ضحاياها؟ ولمَ كثُر التّحذير منها في الآونة الأخيرة؟
يشرح المستشار والخبير في التحوّل الرقمي وأمن المعلومات رولان أبي نجم عبر وكالة "أخبار اليوم"، أنّ المخدّرات الرقميّة أو الـ "Digital Drugs"هي عبارة عن مقاطع نغمات يتمّ الحصول عليها عن طريق مقاطع موسيقية "MP3" أو مقاطع فيديو على الإنترنت، إذ إنّه عند البحث على الشّبكة العنكبوتيّة، هناك العديد من التّطبيقات التي تروّج لموسيقى هادئة هدفها أن يتمتّع المستمع إليها بالاسترخاء ويصل إلى النوم العميق.
يضيف: "في المقابل، هناك أنواع موسيقى أخرى، لها تأثير يوازي تأثير "المخدّرات الطّبيعيّة"، وذلك من خلال الطريقة التي تدخل فيها النّغمات إلى الدّماغ، خصوصًا أنّ المستخدم يستمع إليها عبر سمّاعات بكلّ من الأذنين، بحيث يتمّ بثّ تردّدات معيّنة في الأذن اليمنى وأخرى أقلّ في الأذن اليسرى، على سبيل المثال.
وعمّا إذا كان ثمّة أنواع من المخدّرات الرقميّة، يجيب أبي نجم: "هناك تردّدات مختلفة لكلّ نوع، فنجد تلك التي تمنح "المتعاطي" الهدوء والاسترخاء، وأخرى تمنحه النّشوة الجنسيّة والسّعادة، بينما تعطيه نغمات أخرى ما تعطيه إيّاه نبتة "الماريغوانا"... فكلّ مقطوعة صوتيّة تشبه نوعًا من المخدّرات المعروفة ولها تأثير مشابه".
وحول دقّة استخدام كلمة "إدمان" على هذا النوع من المخدّرات، يؤكّد أبي نجم أنّه إدمان له تأثير على الصّحة النفسيّة، فكثيرون لا يستطيعون أن يُكملوا من دون هذا النّوع من الموسيقى أو أن يخرجوا من هذا النّوع الموسيقي تمامًا كما "النيكوتين" أو أيّ مخدر آخر".
أمّا عن ظهورها إلى الواجهة من جديد، فيردّ أبي نجم السّبب إلى كون الألعاب الإلكترونيّة و"يوتيوب" باتت في متناول الجميع- كبارًا وصغارًا- وبالتالي فقد أصبح الأطفال والمراهقون عرضة لهذا النوع من المخدّرات، لذلك عاد التّحذير منها بشكل ملحوظ بهدف توعية الأهل بشأنها، خصوصًا وأنّهم ليسوا دائمًا إلى جانب أطفالهم لمراقبتهم طوال فترة استحواذهم على الهواتف، الآيباد...
ويلفت أبي نجم إلى أربع ألعاب حدّدتها شركة "Kaspersky" للـ"antivirus" بينها "Minecraft" و"roblox"، على أنّها من أخطر الألعاب تأثيرًا على الأطفال، ليس فقط لناحية الإدمان بل أيضًا لناحية "تلف الدماغ".
وعن أعراض المخدّرات الرقميّة، يشير أبي نجم إلى أنّ أحد أبرزها هو الكآبة، فعند عدم الحصول على ما يريدون، يلجأ "المتعاطون" إلى الإنعزال عن الناس، بعيدًا عن كلّ مشوّشات خارجيّة، يبتعدون عن التّواصل المباشر مع الآخرين ويفضّلون البقاء في عالمهم الخاص مع سمّاعاتهم ونغماتهم الصّوتيّة.
واستنادًا إلى مقولة " كلّ شي ممنوع مرغوب"، يشدّد أبي نجم على ضرورة تخلّي الأهل عن اعتماد أسلوب المنع كطريقة للوقاية من التعرّض لهذا النّوع من المخدّرات، لافتًا إلى أهميّة التّوعية من خلال شرح وتفسير أضرار هذه الاستخدامات والتعرّض لها، والتذكير الدائم بها.
لقراءة المقابلة على موقع وكالة أخبار اليوم إضغط هنا
Cyber Security & Digital Transformation - Consultant & Expert
CEO – Revotips Expert Tech Consultants