خلق ايلون ماسك لنفسه نموذجاً عن النجاح، إذ أصبح المؤثر الأول على العملات الرقمية، فحين كان يتكلم ويشرح عنها بطريقة إيجابية وعن دورها في تسهيل التداول التجاري والعمليات التجارية، تبدأ أسعار العملات بالارتفاع والعكس صحيح. واستطاع ماسك أن ينجح في تسويق نفسه من خلال تجربته مع شركة "تسلا موتورز" لصناعة السيارات الكهربائية والتي من خلالها أصبح أهم المدراء التنفيذيين في العالم إضافة الى شركة الصواريخ "سبيس اكس" بحيث أصبح أيضاً منافساً قوياً مع أهم أثرياء العالم، والمرجع أو المصدر المؤثر على أكثر من 80 مليون شخص الموجودين على حسابه على "تويتر"، فكيف وقد بات اليوم يملك منصة "تويتر" بعدما استحوذ عليها رسمياً مقابل 44 مليار دولار؟
في هذا الإطار، يرى الخبير في أمن المعلومات والتحول الرقمي رولاند أبي نجم في حديث لموقع "لبنان الكبير" أن "موضوع استحواذ إيلون ماسك على تويتر موضوع كبير جداً وله أبعاد اقتصادية وتكنولوجية وسياسية عدة. وقد أثبت أنه عندما يضع خطة يمكنه الوصول إليها ولديه كل الأموال والنفوذ والخطط والاستراتيجيات لذلك، خاصة عندما اشترى 9٪ من أسهم تويتر وكان يطمح للدخول الى مجلس الادارة ويغيّر فيها. ولكن بداية اعترضت شركة تويتر ومنعته من الاستحواذ على باقي الأسهم بعدما وجدت أن لديه نيّة للتحكم بهذه المنصة. ولكن انقلبت الآية عندما وجدت شركة تويتر نفسها خاسرة مما أجبرها على الخضوع لإرادة ماسك وبالتالي فرض الطرق التي يراها مناسبة".
وجاءت أول تغريدة لماسك لتثبت أن معركته الأولى ستكون مناصرة حرية التعبير، ويعتبر أبي نجم أنها "ستكون معركة مثيرة للجدل خاصة مع تصريحه بأنه لن تكون هناك ضوابط للتعبير في هذا الشأن وبالتالي هناك تخوف كبير من عودة المتطرّفين الى المنصة"، لافتاً الى أن ماسك صرح بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لن يعود الى "تويتر" وسيظل على منصته "تروس".
وعن أبرز التغييرات التي ستجتاح "تويتر" في الأيام المقبلة، يوضح أبي نجم أن "منصة تويتر كانت قد تحولت من شركة عامة الى شركة خاصة وهي نقطة أساسية أيضاً مثل شركات ماسك الخاصة كتيسلا على سبيل المثال. إضافة الى تغييرات تم التحدث عنها مؤخراً كالسماح بتغيير المحتوى وغيرها من الأمور".
أما بالنسبة الى أهميّة منصة "تويتر" استثمارياً وفائدتها مستقبلاً، فيرى أبي نجم أن "أهمية تويتر تكمن في تحريك الرأي العام وهذه نقطة خطيرة جداً، فمثلما كان يتحكم في موضوع العملات الرقمية بات اليوم أكثر نفوذاً وسيطرة".
ويشير الى أن "المنصات التابعة للولايات المتحدة الأميركية خلال الحرب الروسية - الأوكرانية كانت تحاول أن تحجب فايسبوك وتويتر وانستغرام التي هي لصالح روسيا وتظهر المحتوى الذي يؤيد أوكرانيا. بينما تيك توك الذي يعد منصّة صينية كان داعماً لروسيا".
ويشدد أبي نجم على "أهميّة تويتر في موضوع الداتا، أي أن هناك ملايين المستخدمين المكشوفين سياسياً ويمكن تحريك هذه المنصات عبر الذكاء الاصطناعي من خلال وضع اعلان عبر تويتر لاستهداف كل مناصري ترامب على سبيل المثال وبالتالي يمكّننا النظام من معرفة من المؤيد ومن المعارض في المعارك الانتخابية. وبالتالي، تكمن قيمة تويتر في قيمة المستخدمين وكيف يمكن التحكم بهم للضغط عليهم وتوجيههم كما يجب".
لقراءة المقابلة على موقع غراند مع الإعلامية فدى مكداشي إضغط هنا
Cyber Security & Digital Transformation - Consultant & Expert
CEO – Revotips Expert Tech Consultants