المقالات المُذيّلة بأسماء كاتبيها تُعبّر عن آرائهم الخاصّة، وليس بالضرورة عن رأي موقع "السياسة"
كتبت إيفانا الخوري في "السياسة":
أكثر من مليونين و500 ألف هو عدد محاولات الاختراق التي حصلت خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة من شهر كانون الثاني2022، في لبنان.
الرقم المرتفع هذا يعكس صورة حقيقية عن وضع الدولة المتفككة والتي تعاني. لكن، هل لبنان وحده من يواجه هذه الخروقات؟
الخبير في أمن المعلومات، رولاند أبي نجم أكدّ أنّ ذلك يحصل في كلّ بلاد العالم وأنّ الحرب الروسية على أوكرانيا زادت من وتيرة الجرائم السيبرانية والاختراقات كثيرًا في الفترة الأخيرة وقد استفاد "الهاكرز" من توتر الأوضاع عالميًا.
وفي حديثه لـ "السياسة"، أشار إلى أنّ سبب الارتفاع الكبير بعدد هذه الخروقات يعود إلى غياب الوعي لدى الأفراد بداية. حيث ووفقًا للتقارير يستخدم كثر كلمة "Password" ككلمة سرّ ويكررون كلمات السرّ نفسها لكلّ الحسابات الشخصية التابعة لهم على مواقع التواصل الأمر الذي يُسهّل الخرق. مع الإشارة إلى أنّ غياب وعي المواطنين يرتبط بغياب وعي الدولة لخطورة هذا الوضع وهو ما ظهر بوضوح في معظم المنصات التابعة للجهات الرسمية والتي كان من السهل خرقها.
مشيرًا إلى أنّ الشركات وبسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة في البلد باتت تضحي بأمنها السيبراني بفعل ارتفاع التكاليف مقابل الحفاظ على استقرار مادي معيّن في هذه الفترة الحسّاسة. كما أنّ غياب القوانين والمعايير الدولية للأمن الإلكتروني التي على لبنان الرسمي اتباعها، أعطى الشركات هامشًا من الحريّة يسمح لها بإهمال هذه الحماية.
ويبدو أنّ أزمة الدولار "الفريش" التي تعاني منها الدولة تؤثر بشكل مباشر وحادّ على الأمن السيبراني.
وفي هذا الإطار، شدد أبي نجم على أنّ تأمين الدولة لهذه الحماية يتطلب شراء مستلزمات وبرامج معيّنة يُدفع ثمنها بـ "الفريش" وفي ظلّ عجز الدولة المادي، فإنّ قيامها بذلك سيكون صعبًا جدًّا هذه الفترة.
تفاصيل كثيرة أيضًا قد يعتبرها اللّبناني طبيعية في يومياته، ساهمت في ارتفاع نسبة هذه الخروقات. ولا سيّما مع دخول كثر في "Trend" العملات الرقمية حيث الأموال الكثيرة تشكّل هدفًا هامًا للهاكرز، خاصة أنّ هذا العالم ما زال جديدًا وإمكانية الاختراق فيه كبيرة.
والأخطر من كلّ ذلك، يكمن في أنّ ووفقًا لأبي نجم قد يكون الكثير من المواطنين والشركات مخترقين لكنهم لا يدرون ذلك حتى الآن لأنّ الهاكرز لم يغيّروا شيئًا في حساباتهم بعد. لافتًا إلى أنّ وزارة الخزانة الأميركية عرفت أنها مخترقة بعد فترة من تعرضها للاختراق الذي حصل عبر برامج الحماية التي تعتمد عليها أساسًا. ما يعني أنه لا يمكن السيطرة على كلّ التفاصيل.
ومن هذا المنطلق، شدد على ضرورة وعي الأفراد لكلّ التفاصيل والحفاظ على معلوماتهم قدر الإمكان مع الانتباه وعدم تسليم معلومات شخصية. لافتًا إلى أنّ على اللّبنانيين الانتباه أيضًا لبرامج الحماية التي يستخدمونها فمثلًا وُضعت بعض برامج الحماية الروسية على اللّائحة السوداء مؤخرًا على اعتبار أنّ روسيا تستخدمها للتجسس في ظلّ الحرب المندلعة. مشيرًا إلى أنّ هذا البرنامج يُستخدم بكثرة في لبنان.
وعلى الرغم من كلّ ذلك، عاد أبي نجم للتأكيد على أنّ لا شيء في الانترنت آمن بنسبة 100% لكنّ ذلك لا يعني عدم اتخاذ الإجراءات اللّازمة لحماية معلوماتنا وحساباتنا.
لقراءة المقابلة على موقع السياسة مع الإعلامية إيفانا الخوري إضغط هنا
Cyber Security & Digital Transformation - Consultant & Expert
CEO – Revotips Expert Tech Consultants