هل تريد التنصّت على هاتف زوجتك؟ هل تريدين التنصّت على هاتف زوجك؟
هذه الأسئلة هي جزء من حملات إعلانية عبر مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها لتطبيقات للتجسس على الهواتف، حيث تتيح إمكانية مشاهدة محتوى الهاتف من مكالمات ورسائل نصية وبريد إلكتروني، بالإضافة إلى إمكانية تحديد مكان الشخص الآخر في كل لحظة.
السؤال البديهي الذي يُطرح هنا هو: هل صحيح أن هذه التطبيقات تسمح بالتجسس على هواتف الأشخاص الآخرين؟
الجواب بكل بساطة هو نعم! فإذا كان من الممكن اختراق الهواتف من مخترقين لا نعرفه فكيف بالتالي إذا كان المخترق هو شخص قريب ومن الممكن بأي لحظة أن يكون الهاتف بيده خاصة إذا كان يملك كلمة السر ويمكن أن يحمّل أي تطبيق؟
قبل أن نبدأ بتناول الجانب التقني من الموضوع، يجب التأكيد على أن التجسس على هاتف أي شخص آخر يعتبر جريمة معلوماتية بكل ما للكمة من معنى. فالقانون لم يستثنِ أي روابط أسرية أو زوجية، إذ يعتبر اختراق الهاتف الجوال من قبل أي زوج أو زوجة أو أب أو أخ جريمة معلوماتية بغض النظر عن الروابط الأسرية.
-يتم تحميل تطبيق التجسس على هاتف الشخص الآخر (بطبيعة الحال يكون هذا الشخص قريب جداً لمعرفة الرقم السري للهاتف) وفي معظم الأحيان يتم استخدام هذه الطريقة عند تحميل تطبيقات التجسس على هواتف الأطفال لمراقبة هواتفهم وأماكن وجودهم.
-يمكن التجسس على مكان تواجد الشخص الاخر إذا تمكن الشخص الذي يريد التجسس من الحصول على اسم المستخدم وكلمة المرور لحساب الـ iCloud الخاص بالشخص الثاني حيث يوجد بعض البرامج التي تعمل عبر الويب (Browser like Google Chrome) وتستطيع اختراق الهاتف عبر حساب الـ iCloud.
-يمكنك عبر بعض البرامج تعقب الهواتف المحمولة من دون الوصول الفعلي إلى الهاتف. إذ يمكنك إرسال صورة بالبريد إلكتروني إلى زوجتك عبر برنامج التجسس وبمجرد أن تضغط زوجتك على الصورة سيتم تثبيت برنامج التعقب من دون علم زوجتك.
بالطبع لن نستعرض التطبيقات التي تستخدم في عملية التجسس خاصة وإن معظمها قد يسمح بالتجسس على هاتفك أيضا، فبدل أن تتجسس على زوجتك، قد تصبح أنت الضحية التي يتم التجسس عليها. لذلك سوف نستعرض كيفية معرفة ما إذا كان يتعرض هاتفك للتجسس:
ارتفاع كبير في استخدام الإنترنت: يوجد العديد من التطبيقات التي تساعدك في الاطلاع على كمية بيانات الإنترنت الصادرة عن جهازك. فبرامج التجسس تستخدم الانترنت الموجود في هاتفك لإرسال المعلومات إلى هاتف المخترق وبالتالي، فإذا كان هاتفك يستهلك كميات كبيرة من الانترنت بشكل غير مبرر فهذه مؤشر أن هاتفك مخترق. (ملاحظة: هذا المؤشر ليس دقيقاً في لبنان لأن شركتي الخلوي في لبنان تتلاعب في موضوع كمية الانترنت المستهلكة في هاتفك لرفع فاتورة هاتفك)
استهلاك بطارية هاتفك بسرعة: من أبرز العلامات الواضحة التي تدل على اختراق هاتفك هي نفاد بطاريته بسرعة كبيرة، حيث تعمل برامج التجسس في الخلفية طوال الوقت، مما يعني أنها تستخدم الطاقة وتستنزف البطارية. فإذا كانت بطارية هاتفك تُستهلك باستمرار وبسرعة كبيرة، فمن المحتمل أنك تعرضت للاختراق.
ارتفاع حرارة هاتفك: طالما أن هناك تطبيقات تعمل في خلفية هاتفك فهذا يعني استهلاك البطارية بشكل متواصل حتى عندما لا تستخدم هاتفك مما يؤدي حتما إلى ارتفاع حرارة هاتفك.
هذه هي المعايير الأساسية التي يجب التنبه لها لمعرفة إذا كان هاتفك مراقب بالإضافة إلى بعض المعايير الأخرى مثل وجود تطبيقات على هاتفك لا تعرف مصدرها وبطئ في الهاتف وغيرها.
تغيير كلمات السر: يجب تغيير كلمة السر (أو الرقم السري للهاتف) بالإضافة إلى تغيير كلمات السر الخاصة بالـiCloud و Google وغيره من الايميل والتطبيقات المهمة على هاتفك لكل من المحبّذ أن يتم تغييرهم من اللابتوب وليس من الهاتف في حال كنت تشك أن هاتفك مخترق.
إعتماد آلية مصادقة متعددة العوامل (Two Factors Authentication): يجب على الجميع القيام بذلك كلما أمكن من أجل تفادي تعرض أجهزتهم للاختراق. وتسمح العديد من التطبيقات مثل فايسبوك وغوغل وتطبيقات البنوك الكبرى بتفعيل هذه الآلية خاصة الـ Face Recognition.
بالإضافة إلى عدم ترك هاتفك غير مراقب وعدم استخدام نفس كلمة السر أو الرقم السري على أكثر من جهاز أو استخدام رقم سري كتاريخ ميلادك أو ميلاد أولادك أو ذكرى زواجك.
في الخلاصة، أي عملية اختراق أو تجسس من شخص قريب أو بعيد هو عمل غير قانوني ويعاقب عليه القانون لذلك من حق أي شخص الحفاظ على خصوصيته.
Cyber Security & Digital Transformation - Consultant & Expert
CEO – Revotips Expert Tech Consultants