قبل جائحة كورونا وفرض التعليم الالكتروني، عمد الكثير من الأهل إلى وضع قوانين للحد من وقت استخدام الهواتف الذكية من قبل أولادهم بالإضافة الى مراقبة التطبيقات التي يستخدمونها من مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها إذ إن استخدام الأولاد لهذه الأجهزة الذكية كان بهدف التسلية (ألعاب أو مشاهدة يوتيوب وبنسبة أقل البحث على الانترنت وتصفح المواقع الالكترونية).
أما الآن، وبعد أن تغيرت المعادلة، أصبحت الأجهزة الذكية عاملا أساسيا في التعلّم عن بعد وبات استعمالها جزءاً لا يتجزأ من حياة الأولاد اليومية حيث تغيّرت وجهة استخدامها من أجهزة للتسلية والترفيه إلى نمط حياة من أجل اكتساب المعرفة عن بعد.
هذا الموضوع وضع الأهل أمام إشكالية كبرى وهي أن وقت استخدام هذه الأجهزة زاد بنسبة كبيرة إذ أنه على الأطفال أن يستخدموها لمدة 6 ساعات أو أكثر خلال دوام المدرسة الطبيعي بالإضافة إلى استخدام هذه الأجهزة كوسيلة تسلية كالسابق مما يرفع نسبة الاستخدام الى أكثر من 8 ساعات يوميا!
هذا الموضوع طرح إشكالية كبيرة لدى الاهل وهي: كيف أستطيع حماية أولادي من التأثير السلبي للهواتف والأجهزة الذكية؟
قبل الإجابة على هذا السؤال يجب تحديد سلبيات استخدام الهواتف والأجهزة الذكية وما الذي يجب حمايته عند أولادنا!
السلبيات:
– التأثير على السمع خاصة خلال الاستماع إلى الأغاني بصوت عال عبر سماعات الأذن.
– آلام الرقبة خاصة إذا كان الهاتف دون مستوى العين.
– تشنج في رسغ وأصابع اليد بسبب الألعاب وكتابة الرسائل.
– الإدمان بسبب كثرة الاستخدام والتعلق به مما يسبب اليأس والوحدة.
– ارتفاع معدل الإشعاع الذي يؤذي العين والنظر.
– اضطرابات في النوم
علاج معظم هذه السلبيات يتلخص في النقاط التالية
– إبقاء صوت السماعات خفيف حتى لا يؤذي الأذن.
– أخذ قسط من الراحة بعد كل نصف ساعة استخدام، إذ يجب في هذه الفترة القيام بتمارين لتحريك الجسم وإراحة عضلات العينين.
– تقليل ساعات استخدام الأجهزة الذكية قدر المستطاع.
يبقى السؤال الأهم، ما الذي يجب حمايته عند أولادنا وهنا تكمن الخطورة! سبق أن ذكرنا أن استخدامات الهواتف والأجهزة الذكية تكون عادة في الألعاب، مواقع التواصل الاجتماعي وتصفح الانترنت. لذلك سوف نطرح خطورة هذا موضوع وكيفية العمل لتفاديه.
الشيء الأساسي الذي يجب ان نفكر بحمايته عند أولادنا هي خصوصيتهم (صور، فيديوهات شخصية، معلومات خاصة) ومعالجة هذا الموضوع تكمن في عدم مشاركة أي معلومة أو صورة أو فيديو مع أي شخص كان (قريب كان أو غريب)!
لنتوسع في هذا الموضوع، الخطورة الأكبر تكمن بأن معظم الألعاب ومواقع التواصل الاجتماعي لديها خاصية التعرف على أشخاص جدد والدردشة معهم ومما زاد الأمور سوءا أن معظم التطبيقات التي يتم استخدامها حاليا انتقلت من الدردشة النصية إلى الاتصالات المباشرة بالصوت والصورة (Live Streaming – Audio Chat Rooms – Video Chat Rooms)
أضف إلى ذلك، أن معظم الأهالي لا يعرف إلا التطبيقات المشهورة مثل تيك توك، فايسبوك وانستغرام… لكن أولادنا يعلمون ما لا نعلم ويوجد العديد من التطبيقات الجديدة والتي تنتشر بشكل كبير مثل تطبيق BIGO والذي يشجّع على التعرّف على الغرباء من خلال القيام بمحادثات عبر تقنية الفيديو والبث المباشر ويشجعونهم على القيام بأمور إباحية وغيرها لكي يزيد عدد متابعيهم وبذلك يستطيعون جني الأموال من التطبيق!
كما أن البحث في الانترنت وتصفح المواقع فيه الكثير من انتهاك الخصوصية إذ أن أي كلمة تستعمل في البحث وأي موقع نتصفحه يتم تسجيله ورصد جميع تحركاتنا أونلاين ويمكن لهذا الموضوع أن يؤدي إلى وصول أولادنا، عن قصد أو غير قصد، إلى مواقع إباحية أو مواقع تشجع على العنف أو غيره.
بالنسبة للحلول، فلدينا معضلة رئيسية تكمن في أن الأولاد حاليا خبراء في مواضيع التكنولوجيا أكثر من أهلهم خاصة أن معظم الاهل يتعرضون بشكل يومي لاختراق الايميل ومواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بهم، لذلك نرى أن قدرة الاهل على مراقبة أولادهم محدودة جدا إن كان من الناحية التقنية أو من ناحية إعطاء الوقع الكافي لمراقبة هواتفهم الخاصة.
أكبر مثال على ذلك هو ما يقوم به الاهل بتحميل تطبيق YouTube for Kids ويقومون بتحميل التطبيق أدناه!
هذا التطبيق ليس YouTube for Kids بل تطبيق اسمه Kids Video Tube لكن كون الاسم واللوغو قريب وعند البحث يكون الأول فيظنون أنه التطبيق المنشود خاصة أن تطبيق YouTube for Kids ليس متاحا في لبنان والدول العربية بعد!
بعد كل ما تقدم وكل الإشكالية المطروحة، ما هي الحلول المنطقية الموجودة؟
بالنسبة لـ YouTube يوجد ما يسمى بـ Parental Control لضبط الفيديوهات التي يقوم أولادكم بحضورها ولمعرفة كيفية تفعيلها يمكنكم مشاهدة هذا الفيديو:
بالنسبة لمراقبة الهواتف الذكية بشكل عام، فيوجد العديد من تطبيقات الـ Parental Control التي تمكنكم من مراقبة أجهزة أولادكم ويمكن أن تجدوا أهم التطبيقات على هذا الرابط:
https://www.tomsguide.com/us/best-parental-control-apps,review-2258.html
في الخلاصة: لا يمكن محاربة التكنولوجيا ولا يمكن أن يكون الاهل “شرطي” البيت حيث إننا نعلم أن “كل ممنوع مرغوب” وأنه من السهل لأولادنا أن يصنعوا ما يشاؤون عندما يقومون في زيارة لاحد أصدقائهم!
لذلك، من الضروري أن يتم العمل على الجانب النفسي والتوعية عند الأولاد وعدم لعب دور الشرطي والمراقب طوال الوقت فالطريقة الوحيدة لتجنب الأسوأ هو التواصل مع الأولاد بشكل دائم وحثهم على التواصل معكم في حال حدوث أي سوء!
Cyber Security & Digital Transformation - Consultant & Expert
CEO – Revotips Expert Tech Consultants