من حيث المبدأ، لن تجد أي أحد يقول أنه يعمل ضمن مخطط تسويق هرمي، أو يصف شركته بهذا الاسم، فالتسويق الهرمي محظور تماماً في معظم البلدان والعبارة بحد ذاتها باتت مرتبطة بمعاني سلبية، بحيث كان من الضروري تمويهها إلى ”التسويق الشبكي“ Network Marketing أو ”التسويق متعدد الطبقات“ Multi Level Marketing أو حتى ”البيع المباشر“ Direct Sales في بعض الحالات.
من حيث المبدأ لا يعتمد التسويق الهرمي على بيع المنتجات أصلاً، فغاية المشتري الأساسية ليست المنتج بحد ذاته (والذي عادة ما يكون منتجاً رخيصاً)، بل أن المشترين يقومون بالشراء طمعاً في القدرة على التسويق للمنتج مجدداً وجذب مسوقين جدد، فالأمر يدخل في حلقة مفرغة من الزبائن الذين يصبحون زبائن لرغبتهم في جذب المزيد من الزبائن.
على عكس معظم عمليات التسويق التي تستهدف الطبقات الأكثر ثراء كونهم أكثر قدرة على الدفع والشراء عادة، فالأمور معكوسة هنا حيث يستهدف التسويق الهرمي الطبقات الأدنى والفقراء بالدرجة الأولى، سواء كانوا العاطلين عن العمل أو المنتمين إلى طبقات معدمة مادياً، وبالدرجة الأولى ربما يتم استهداف الشباب أثناء دراستهم الجامعية وبالأخص في حال كانوا يحاولون إعالة أنفسهم أثناء دراستهم، أو أن عائلاتهم ليست ثرية كفاية لتوفير دخل كبير لهم أثناء الدراسة.
هل تعبت من العمل المجهد دون مردود مالي؟ هل تشعر بالخجل من ديونك التي لا تستطيع تسديدها؟
الأمر الأساسي في التسويق هنا هو اللعب على النواحي غير الآمنة من شخصية الزبون المحتمل، فبالنسبة للشباب الجامعيين فهم يحتاجون بشدة لأي فرصة تتيح لهم الاستقلال المادي عن عائلاتهم، وبالنسبة للفقراء عموماً فالعديد من الأمور الناقصة من حياتهم تعد أهدافاً محتملة للتسويق!
فالمرحلة الثانية هي مرحلة رفع المعنويات والحديث عن الإمكانيات اللامحدودة والميزات الهائلة منها أن يتحول لـ”وكيل حر“ للشركة!
المرحلة الأخيرة هي شرح آلية عمل المخطط وكيفية جني الأرباح، ومع كون هذا الجزء هو أصل المشكلة واعتبار التسويق الهرمي خدعة، يتم التركيز على الشرح بشكل بسيط قدر الإمكان مع وصف المبالغ الممكن جنيها بسهولة كبيرة، فمن حيث المبدأ حتى مع أقل نسب الأرباح من الممكن تحقيق أموال طائلة إذا جرت الأمور بأن تقوم بالتسويق لشخصين وكل منهما يسوق لشخصين وهكذا، فخلال أشهر من الممكن أن تصبح من أصحاب الملايين (على الورق بالطبع)
واحدة من العلامات المميزة هنا هي التركيز على الأرباح لا على المنتج، ففي حال كان محور حديثه هو الإمكانيات الكبيرة التي تتاح لك من حيث التسويق للمنتج (بشرط شرائه) فأنت على الأرجح ضمن مخطط هرمي، فعلى الرغم من وجود حالات تسمح لك بالربح من إعادة التسويق لمنتج اشتريته تأتي على شكل عمولات، فالتركيز على إعادة التسويق لا على المنتج هي علامة واضحة تماماً على المخطط الهرمي.
واحدة من العلامات الأخرى هي الحاجة لشراء المنتج لتحقيق الربح من التسويق له، ففي حال كان العرض يتضمن تسويقك لمنتج فقط والحصول على نسبة كمندوب مبيعات أو مندوب تسويق، فالأمر ليس مثيراً للشكوك بالضرورة، لكن عندما يصبح من اللازم عليك دفع المال في البداية للحصول على المنتج ومن ثم إعادة تسويقه فهنا أنت لست مندوب مبيعات، بل فقط ضحية إضافية لخدعة مخطط هرمي من نوع ما.
الأمر الأساسي هو عدد المشتركين المجردين من الأرباح!
لنفترض أننا نتحدث عن مخطط هرمي من الشكل الأبسط، حيث كل شخص يقوم بتجنيد أو التسويق لشخصين جدد لضمهما للمخطط وكل منهما يقوم بإضافة شخصين آخرين وهكذا على التوالي، في هذه الحالة وحتى في حال سير المخطط على شكل طبقات مثالية دون أي تقطعات من أي نوع، فستشكل الطبقة الأخيرة التي لم تحقق أية أرباح من أي نوع على الأقل 50٪ من العدد الإجمالي للموجودين ضمن المخطط الهرمي، ويمكنك إجراء الحساب بنفسك.
لنفترض أن المخطط السابق وصل إلى الطبقة السادسة على سبيا المثال، هنا المؤسس هو شخص واحد، والطبقة الثانية تتضمن شخصين والثالثة تتضمن أربعة أشخاص وهكذا… حتى نصل إلى الطبقة السادسة التي تتضمن 32 شخصاً، وبالوصول للطبقة السادسة فالمخطط بأكمله مكون من 63 شخصاً فقط، لكن من بينهم 32 لم يحققوا أية أرباح أو حتى يعوضوا استثمارهم الأولي ولو جزئياً.
في حال رغبت بالتأكد جرب الوصول للطبقة العاشرة والتي ستتضمن 512 شخصاً، هنا سيكون المخطط مكوناً من 1023 شخصاً بالمجمل، ومهما تقدمت سيكون هناك النصف ممن لم يحققوا أية أرباح. (لاحظوا الصورة أدناه!)
هذا المقال هو ملخص عن المقال الكامل للسيد وديع حسن لقراءة المقال كامل - إضغط على هذا الرابط https://dkhlak.com/pyramid-scheme/
Cyber Security & Digital Transformation - Consultant & Expert
CEO – Revotips Expert Tech Consultants